بعد مباراة مثيرة وصعبة ضمن مباريات دور الثمانية لبطولة كاس مصر , استطاع نادي الزمالك أن يكتسح نادي أسمنت السويس بأربعة أهداف مقابل هدف ليتأهل لدور الأربعة من البطولة ملاقيا فريق حرس الحدود.
أحرز للزمالك أسامة حسن ومصطفي جعفر وعمرو زكي ومحمد إبراهيم , بينما أحرز للأسمنت الفيومي, حيث استطاع الزمالك أن يحول هزيمته وتأخره بهدف إلي فوز برباعية مستحقة في شوط المباراة الثاني بعد الروح العالية التي سيطرت علي اللاعبين ودفعتهم إلي الفوز وإرضاء الجماهير رغم النقص العددي للفريق بعد طرد جمال حمزة بعد بداية الشوط الثاني بثماني دقائق.
( المباراة وظروف خاصة )
بدأت المباراة بظروف خاصة جدا , وما أشد تلك الظروف وأحنكها علي المارد الأبيض الذي يتمسك بالأمل الأخيرة في البطولة المحلية له لهذا العام بعد أن بات خارج المنافسة من الدوري الممتاز , ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن , فقد ثارت حول المباراة ظروف خاصة جدا وكانت أصعب ما يتخيله الكثيرون , ومن المؤلم أن تلك الظروف قد أحاطت بالجماهير والجهاز الفني قبل المباراة بأيام كثيرة.
ففي آخر مباراة للفريق بالدوري الممتاز تأكد الجميع أن الفريق سيشهد غيابات بالجملة بين اللاعبين بعد طرد شيكابالا وعمرو الصفتي وحصول طارق السيد وفتح الله علي الإنذار الثاني, ولكن ( ما أزاد الطين بلة ) هو كمية الإصابات التي لحقت باللاعبين بعد آخر مباراة للفريق أمام الجيش الرواندي بدوري الأبطال , فلقد تأكد غياب حليم والعابدي لينضما لقائمة المصابين التي يتواجد بها أبو العلا وتامر عبد الحميد وأحمد مجدي وعبد الواحد السيد , ليدخل الزمالك مباراته الهامة أمام اسمنت السويس بظروف خاصة جدا جدا.
لم يكن الحل سهلا كما توقعه البعض , فقد لجأ الجهاز الفني لإشراك كريم ذكري ( المدافع الاحتياطي ) ومعه أحمد غانم سلطان كمساك ! بجوار بشير التابعي , ليعود أسامة حسن إلي موقعه ( بعد فترة غياب ) , ولنري حازم إمام في مباراة نفسية حديدية.
الشوط الأول ( البحث عن التجانس بعد الفراق )
هذا هو أنسب شعار بتناسب مع شوط المباراة الأول في الجانب الأبيض , فالزمالك الذي يدخل المباراة بعد الظروف الصعبة التي أشرت إليها سابقا يبحث عن التجانس داخل مباراة مصيرية , وما باليد حيلة فدكة البدلاء لا تمتلك الحلول التي قد تغير مسير الفريق.
ولان الثمن دائما ما يكون صعبا فقد دفع الزمالك ثمن محاولة البحث عن التجانس حينما أخطأ أحمد غانم سلطان في رد الكرة في ظل تقدم بشير التابعي وتقدمه _ المستمر _ من مركزه كليبرو وصمام أمان للمساكين لتصدم الكرة بصدر محمد الفيومي مهاجم اسمنت السويس لتصبح أمامه في مواجهة منصف الذي تقدم محاولا فعل أي شيء دون جدوي , فالفيومي وضع الكرة بسهولة من فوق منصف لتسكن الشباك معلنا عن تقدم الأسمنت بهدف في الدقيقة الخامسة.
وبعد الهدف يبحث الزمالك كالعادة عن التعويض ولكن يظهر خط وسط الزمالك بصورة سيئة تحت قيادة علاء عبد الغني ( عنصر الخبرة ) ومعاونة أحمد عبد الرءوف ( الشاب العجوز ! ) بالإضافة لضعف المستوي الفني واللياقة البدنية لحازم إمام ( رغم تحسن مستواه ) .. كل هذه العوامل حالت دون وصول الكرة كثيرا إلي عمرو زكي ومصطفي جعفر وهو ما جعل اللاعبان ينزلان إلي أسفل لاستلام الكرة من أجل الاندفاع بها.. إلا أن مدافعي اسمنت السويس كانت لهم الكلمة العليا في ظل الإرهاق الواضح من المسافات الطويلة التي يجتازها اللاعبان.
علي المقابل لم يلجأ الأسمنت إلي اللعب علي الهجمة المرتدة مثل فرق الفئة الوسطي التي تتقدم بهدف أمام فرق البطولات, وبقراءة جيدة من الجهاز الفني لأسمنت السويس استطاع امتلاك خط وسط المباراة بعد أن ظهرت جراح خط وسط الزمالك .
وفي ظل تخبط وسط الأبيض , استطاع خط وسط أسمنت السويس أن يمرر الكرات الطولية الي قلب هجومه بسهولة في ظل تقدم بشير التابعي مرارا دون مبرر , بالإضافة إلي أجناب الفريق التي مثلت ( الكماشة 9 علي المساكين بكل سهولة.
واعتمد الزمالك علي الكرات والمهارات الفردية للاعبيه ليصل زكي وجعفر إلي وسام إسماعيل مرارا دون تسجيل , إضافة إلي تصويبات أسامة حسن ( المبدع ) التي أزعجت مرمي الأسمنت دون هز الشباك.
ويستمر الشوط الأول علي نفس المنهاج في محاولة الزمالك للتعويض , وبدأت الخشونة تظهر من لاعبي الاسمنت علي لاعبي الزمالك إلا أن ثقل حكم المباراة سيطر بهدوئه علي المجريات دون إنذارات لينتهي الشوط الأول بتقدم الاسمنت بهدف للاشيء.
الشوط الثاني ( عودة الروح وإرضاء الجماهير )
رغم كل التكهنات التي كانت تشير إلي عدم تعويض الأبيض في شوط المباراة الثاني بدأ الزمالك هذا الشوط بروح قتالية سيطر عليها ضرورة إرضاء الجماهير العاشقة التي زحفت بشكل معقول خلف الفريق رغم نتائجه السيئة في الفترة الأخيرة.
بدا الشوط بخروج حازم إمام ونزول جمال حمزة وخروج علاء عبد الغني ونزول محمد إبراهيم , ولم يكن التغيير فنيا لدرجة كبيرة بقدر ما هو تغيير تجديد للدماء التي اثبت شوط المباراة الأول أنهما غير قادران علي بث الروح أو صناعة الفوز.
وكان ماكان علي أرض استاد الكلية الحربية ... الزمالك ينصب سيرك من العروض الجميلة لمدرسة الفن والهندسة ليضيع أكثر الكرات أمام مرمي وسام إسماعيل بلا مبرر, ويبدو أن نزول جمال حمزة كان له ثمرة كبيرة في تغيير الأوضاع فقد بات جعفر وزكي دائما في المقدمة بعد أن أصبحت الكرة تصلهم كثيرا بلا جهد.
فرص وفرص وفرص دون تسجل في بضع دقائق من بداية المباراة ليقترب الزمالك من التعادل بحثا عن الفوز , إلا أن السعادة لم تدم طويلا بعد أن اشهر حكم المباراة الكارت الأحمر في وجه جمال حمزة بعد إنذارين أولهما للتمثيل داخل منطقة الخطورة والآخر لشوط الكرة بعد الصافرة ( وكأن حمزة يبحث عن الطرد بإبرة !!).
ورغم حالة الطرد التي نالت الأبيض إلا أن الروح العالية لم تطرد مع جمال حمزة , فقد زادت داخل نفوس اللاعبين الذين لم يهتزوا رغم النقص العددي .
وعلي المقابل ظهرت روح عالية علي فريق الاسمنت الذي حاول تعزيز الهدف في ظل النقص العددي للزمالك , ومن كرة ثابتة استغلها أسامه حسن من الجهة اليمني للزمالك سجل الزمالك هدفه الأول من خطأ واضح لوسام إسماعيل حارس مرمي الأسمنت الذي اعتقد أن أسامة سوف يمرر الكرة عرضية إلا أنها كانت تسكن الشباك.
ولأن أخطر الهجمات تكون دائما عقب تسجيل الأهداف ضغط الزمالك فريق الأسمنت داخل نصف ملعبه عقب إحراز أول الأهداف ليحاول الزمالك كثيرا عبر أقدام جعفر وزكي وعبد الله في ظل قيام محمد إبراهيم بدور متوسط بين الوسط والهجوم.
ومن هجمة من الجهة اليسري بقيادة عمرو زكي الذي يسدد الكرة علي يسار وسام إسماعيل الذي يتصدى للكرة لترتد إلي مصطفي جعفر القادم من الخلف الذي يصوب الكرة بالرميم ليهز شباك الأسمنت للمرة الثانية في دقائق قلية معلنا عن هدف ثاني للزمالك.
وأصبح لسان حال الجميع يقول ( باريتك خرجت من بدري يا جمال !!) فالنقص العددي للزمالك كان له مفعول السحر الذي غير سير المباراة لتهتز نفوس لاعبي أسمنت السويس عندما شعروا أن المباراة قد خرجت من تحت أيديهم بنسبة كبيرة .
واستمرت الروح القتالية العالية للاعبي الزمالك تسيطر علي المباراة , حيث لجأ اللاعبون لعمل موازنة دفاعية هجومية جيدة حالت بين لاعبي الاسمنت والتسجيل.. ليحاول الجهاز الفني للأسمنت زيادة عدد اللاعبين في خط الهجوم من أجل التعويض ولكن عقب انفجار البركان الأبيض.
فلا احد يستطيع أن يوقف هجمات الزمالك عقب اندفاع لاعبي الأسمنت للهجوم وهو ما أثر علي خط الدهر , ومن هجمة مرتدة للزمالك بقدم أسامة حسن ( المتألق ) الذي يتم عرقلته داخل منطقة الجزاء يحتسب حكم المباراة ضربة جزاء للزمالك يتصدى لها عمرو زكي ويسكنها الشباك علي يسار حارس المرمي بعدما بات هو في الجهة اليسري معلنا عن هدف ثالث للزمالك.
ويخرج مصطفي جعفر وينزل بدلا منه مجدي عطوة وقراءة جيدة من الجهاز الفني للزمالك لتأمين الفوز الكبير عبر خط وسط الملعب والجهة اليمني التي حاول فريق الأسمنت استغلالها مرارا, ومن هجمة مرتدة أخري للزمالك عبر قدم محمد إبراهيم الذي يجد نفسه في مواجهة وسام إسماعيل الذي تقدم من الناحية اليمني ليسدد إبراهيم في الزاوية ( الضيقة ) معلنا هدفا رابعا للزمالك.. ويا حلاوتك يا زمالك.
استسلم لاعبو الأسمنت لجبروت الأبيض , فلم يتبقى من المباراة إلا ست دقائق وأصبح التعويض مستحيل , ومازال الأبيض يبحث عن المزيد فالجماهير تطالب بالتكثيف وضرورة المصالحة والإرضاء واستمرت هجمات الزمالك المرتدة دون تسجيل في ظل الراحة النفسية للاعبين بعد ضمانهم الفوز , وتضيع كل هجمات الأسمنت بأقدام لاعبيه قبل لاعبي الزمالك حتي يطلق حكمن المباراة صافرته معلنا نهاية المباراة بصعود الزمالك إلي دور الـ4 من عمر البطولة بعد أن لعبا الفريقان 6 دقائق وقت بدل ضائع في حين إشارة الحكم بـ 4 دقائق فقط!
انتهت المباراة ولنا عدة ( قفشات ) لابد من الإشارة إليها :-
• لقطة المباراة كانت الحوار المستمر بين كرول وحلمي الذي انتهي دائما لصالح حلمي , الذي كان يقنع كرول دائما بأن قراءته هي التي تستوجب التطبيق .. ويا خسارة الفلوس فيك يا كرول!
• أتحدي الجميع أن من أدار المباراة فنيا وأجري تغييراتها هو محمد حلمي , وأعتقد أنه يتحمل مسئولية النتيجة بإيجابيتها وسلبياتها ز. من أجل هذا يجب أن أبارك له قبل الجميع.
• جمال حمزة كان يستحق الطرد منذ الوهلة الأولي , فطريقة الحوار الغير حضارية التي تحدث بها مع حكم المباراة تشير إلي الفوضى وظاهرة اللا عقاب من الجهاز الفني والإدارة.
• أثبتت المباراة أن اللاعبون يتحملون نصف النتائج السلبية التي مرت بالفريق من قبل , في حين أن الإدارة والجهاز الفني يتحملان النصف الآخر .
• محمد إبراهيم وكريم ذكري وأسامة حسن وإشارة حمراء إلي الجهاز الفني بالتلويح بعدم ( الركنة ) من أجل عدم ( التصدية )..!
• الهدف الأول للأسمنت كان الشرارة التي أشعلتن الروح داخل نفوس اللاعبين , نتمني ألا تنطفيء تلك الشرارة أمام الحرس ونصف النهائي.
وفي النهاية يجب أن أتقدم بالمباركة لجمهور الزمالك العظيم الذي يثبت كل يوم أنه أجمل ما في الزمالك , فهم القلعة التي تدافع عن اسم الكيان الكبير الذي يتعرض للصدمات من ثلاث سنوات.